رواياتهم عنا، وكذا قولهم: له أصل، وكذا: له كتاب، لكني لم أذكر كل أصحاب الكتب، وكذا قولهم: لا بأس به، بل قيل: إنه دال على التوثيق لوقوع النكرة في سياق النفي.
وقد تقدمت عبارة الشهيد الثاني المتضمنة لتوثيق رواة جميع حديثنا الذين كانوا في زمان الشيخ الكليني والذين من بعده إلى زمان الشهيد الثاني.
وتقدمت عبارة الشيخ المفيد وابن شهرآشوب والطبرسي المتضمنة لتوثيق أربعة آلاف رجل من أصحاب الصادق عليه السلام والمذكور الان من أصحابه عليه السلام في كتب الرجال والحديث لا يبلغ هذا العدد فضلا عن الزيادة عليه فلا تغفل.
ثم اعلم أن توثيق علماء الرجال ليس من باب الشهادة، لعدم ثبوت شهادة الشاهد بمجرد كتابته فضلا عن كتابة غيره شيئا ينسبه إليه، بل هو من جملة القرائن القطعية التي تدل على حال الرجل، فلا وجه للاختلاف هنا في قبول تزكية الواحد، وإنما ذاك مخصوص بالشهادة الشرعية بتعديله ولابد من التعدد.
وأما توثيق الراوي الذي يوثقه بعض علماء الرجال الاجلاء الثقات الاثبات فكثيرا ما يفيد القطع مع اتحاد المزكي، لانضمام القرائن التي يعرفها الماهر المتتبع فان لكل عمل رجالا، وفوق كل ذي علم عليم.
ألا ترى أنا نرجع إلى وجداننا فنجد عندنا جزما بثقة كثير من رواتنا وعلمائنا الذين لم يوثقهم أحد، لما بلغنا من آثارهم المفيدة للعمل بثقتهم، وتوثيق بعض الثقات الاجلاء من جملة القرائن المفيدة لذلك، وقد تواترت الأحاديث في حجية خبر الثقة كما مر، فيدخل خبره بحال الرواة كما هو ظاهر.
وقد رتبت أسماء الرجال على حروف المعجم مقدما للأول فالأول في الأسماء وأسماء الاباء وغيرها على النهج المألوف تسهيلا للتناول، والأصل عدم زيادة من حرف أو حركة، فيقدم عمرو على عمر وعبيد على عبيدة.