الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق) ووصفه الشاهد الآخر الشاعر الفحل مهيار الديلمي رحمه الله بقوله:
يوم أطل بغلة لا يشتفي * منها الهدى وبغمة لا تنجلي فكأنه يوم " الوصي " مدافعا * عن حتفه بعد " النبي المرسل " ما إن رأت عيناي أكثر باكيا * منه وأوجع رنة من معول حشدوا على جنبات نعشك وقعا * حشد العطاش على شفير المنهل وتنازفوا الدمع الغريب كأنما ال... إسلام قبلك أمه لم تثكل يمشون خلفك والثرى بك روضة * كحل العيون بها تراب الأرجل وقد أجمع المؤرخون أن مشيعوه ثمانون ألفا من الشيعة فما بالك بغيرهم من سائر الفرق، ووضعت جنازته بميدان [الأشنان] للصلاة عليها وتقدم السيد الشريف المرتضى علم الهدى [ره] تلميذه الوفي فصلى عليه وصلى الناس خلفه ولكثرتهم ضاق الميدان على سعته بهم ثم حمل إلى داره ودفن بها وبقي سنين ثم نقل جثمانه الشريف إلى مقابر قريش فدفن إلى جانب قبر شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه [ره] عند رجلي الامامين الكاظمين عليهما السلام وقبره اليوم في الرواق الكاظمي مزار معروف يتبرك به.
وتبارى فحولة الشعراء في رثائه وفي مقدمتهم السيد الشريف علم الهدى المرتضى [ره] فقد رثاه بقصيدة أولها.
من على هذه الديار أقاما * وضفا ملبس عليه فداما؟
عج بنا نندب الذين تولوا * باقتياد المنون عاما فعاما إلى أن يقول:
من لفضل أخرجت منه خبيئا * ومعان فضضت عنها ختاما؟
من ينير العقول من بعدما * كن همودا ويفتح الافهاما؟