ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة " (1) بل سمعوا ولكنهم كما قال الله سبحانه " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " (2)، هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم، فتعسا لهم وأضل أعمالهم (3)، أعوذ بك يا رب من الجور بعد الكور.
فهذه فاطمة روت عنها ابنتها زينب بنت علي وأبو ذر وسهل ابن سعد الأنصاري وجابر بن عبد الله الأنصاري والحسين بن علي ابن أبي طالب وعباس بن سعد الساعدي.
* * * فتأملوا رحمكم الله من هؤلاء الرواة من أجلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخيار العترة والتابعين الذين نقلوا عنهم هذه الأخبار في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هل يجوز على أمثالهم افتعال الكذب وهم متباعدو الهمم (4) والأوطان مختلفو الآراء والديانات، مع اتفاقات المعاني والعبارات (5) المختلفات، وهم عدد كثير وجم غفير، وقد استوفوا جميع شرائط التواتر، ثم رأيناهم مجتمعين