فيها إغراق ومبالغة في أوصاف عطايا الرب سبحانه لعبيده الأبرار في يوم الجزاء فلذلك يضعف جانب اعتبارها ويقوى صرفها عن الحقيقة إلى طرز من المجاز.
أقول: صاحب هذا المقال في غفلة عن حقيقة الحال الواردة في كتاب الحق المتعال الذي أرسله إلى سيد العالمين البشير النذير محمد صلى الله عليه وآله فقد جاء فيه ذكر إعطاء الجنة ونعيمها بإزاء تقوى قليل وعمل صالح ضئيل في أكثر من مأتين وستين آية مضافا إلى ما ورد فيه من موارد كثيرة التي فيها ذكر الخلود في الجنة ونعيمها التي لا حد لها في لسان بعض الاطلاقات القرآنية للمتقين والصالحين:
انظروا إلى بعضها: (وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها راضية. في جنة عالية. لا تسمع فيها لاغية. فيها عين جارية. فيها سرر مرفوعة.
وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة) (الغاشية ي 8 - 16)، (ان الأبرار لفي نعيم. على الأرائك ينظرون. تعرف في وجوههم نضرة النعيم. يسقون من رحيق مختوم. ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ومزاجه من تسنيم. عينا يشرب بها المقربون. إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون... فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون. على الأرائك ينظرون) (المطففين، ى 22 - 35).
(إن للمتقين مفازا. حدائق وأعنابا. وكواعب أترابا. وكأسا دهاقا. لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جزاء من ربك عطاءا حسابا).
(النبأ: ى 31 - 36) (ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا. عينا يشرب بها عباد الله. يفجرونها تفجيرا... فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقيهم نضرة وسرورا. وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. متكئين فيها على