مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٢٩
ومكنون الأنوار، لأنه حرف يستمد من قيومية الحق والكل يستمد منه.
فصل وأما الألف المبسوط وهو الباء فهي أول وحي نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وأول صحيفة آدم ونوح وإبراهيم وسرها، من انبساط الألف فيها سر القيامة بقيام طرفه، وهو سر الاختراع والأنوار، والأسرار الحقيقية مرتبطة بنقطة الباء، وإليها الإشارة بقول أمير المؤمنين (علي): (أنا النقطة التي تحت الباء المبسوطة) (1)، يشير إلى الألف القائم المنبسط في ذاتها، المحتجب فيها، ولذلك قال محي الدين الطائي: الباء حجاب الربوبية، ولو ارتفعت الباء لشهد الناس ربهم تعالى (2).
فصل وحرف القاف باطن القلم وسر الأمر. والمراد بسر الأمر، القدر. والقلم ببسايطه (3) أحرف وهو الكائن لأسرار القدر، وهو سر الاسم الأعظم، والقلم حرفه الأول القاف المحيط بالعالم ظاهرا، وبالعلم باطنا وعدده (181). فإذا أخذ منه عدد الاسم الأعظم، وهو (111) بقي (70) وهي مادة الاسم الأعظم، وحرف من حروفه، كما أن السين حرف من حروف ظاهر الاسم الأعظم، ومن علم باطن السين علم الاسم الأعظم، وحرفه الثاني: ل، والثالث: م، ومن هذه الحروف تتركب العوالم بأسرها، وسائر الموجودات بأجمعها داخلة تحت (299) أسماء، والأسماء داخلة تحت الاسم الأعظم، والاسم الأعظم هو المائة والقاف بحسابه العددي مائة.
فصل وحرف: ط طيار في جميع العالم، وسره في المبادئ الأوليات، وتعححت (3) نشأة الاختراعيات وسرها في العلويات والسفليات، ولها أسرار في ظهورها، فظهرت في آخر اسم لوط، فكان من

(1) شرح دعاء السحر: 64 وجامع الأسرار: 563 - 411 ح 1163 - 823 والأنوار النعمانية: 1 / 47.
(2) قال بعض العارفين: ما رأيت شيئا إلا ورأيت الباء عليه مكتوبة. جامع الأسرار: 701، وقيل: بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد عن المعبود. جامع الأسرار: 563 ح 1163 ونسبه لابن عربي، وشرح دعاء السحر: 64.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»