المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ١٠٥
العناد، وبسط العدل والرحمة، فضلا عن سبب النص والتوقيف وشرف الحسب العميم، الحاكم بأمر الله سلام الله عليه، كان منه الايجاب بأنه إمام، واجب عليهم بيعته، لازمة لهم طاعته.
وفرقة تقول بإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلع)، وهم الشيعة على ما ينقسمون إليه من زيدي، وإمامي، وكيساني، وغالي (1) وغيرهم. وتتفرق هذه الفرقة فرقتين: فرقة تقول بالنص والتوقيف الجلي، وفرقة تقول بالنص الخفي.
وكان من قول من يقول بالنص الخفي أن من كان من ذرية النبي (صلع) حسنيا كان، أم حسينيا، فهو من العترة وأهل البيت. وأن من شهر سيفه منهم وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وكان عالما زاهدا سخيا شجاعا ورعا لزم بقول النبي (صلع): (إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي، أهل بيتي، فتمسكوا بهما فإنكم لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما).
وبقوله (صلع): (من لم يجب داعينا أهل البيت أكبه الله تعالى لوجهه في النار). فلزم الأمة اتباعه، ووجب عليها طاعته، وكان من كان سيفه شاهرا، أو أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر قائما، وعلمه مبسوطا، وشجاعته وزهده وسخاؤه معروفا، وهو من سلالة العترة الطاهرة وذرية النبوة فضلا عن الموجود فيه من شرف النص والتوقيف، الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين (صلع) كان من ذلك الايجاب بأنه إمام واجبة بيعته عليهم، لازمة طاعته لهم.
وكان من قول من بالنص الجلي أن الإمامة لا يستحقها بعد

(1) سقطت في (ع).
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست