عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
حتى نقلوا الأشياء النفيسة والمال والذخائر والأمتعة والكتب المكلفة ثم أشاعوا موته يوم الاثنين فحضر عثمان بك طبل الإسماعيلي ورضوان كتخدا المجنون وادعى ان المتوفي أقامه وصيا مختارا وعثمان بك ناظرا بسبب ان زوج أخت الزوجة من اتباع المجنون يقال له حسين أغا فلما حضروا وصحبتهما مصطفى أفندي صادق اخذوا ما أحبوه وانتقوه من المجلس الخارج وخرجوا بجنازته وصلوا عليه ودفن بقبر أعده لنفسه ذلك اليوم لاشتغال الناس بأمر الطاعون وبعد الخطة ومن علم منهم وذهب بجانب زوجته بالمشهد المعروف بالسيدة رقية ولم يعلم بموته أهل الأزهر لم يدرك الجنازة ومات رضوان كتخدا في أثر ذلك واشتغل عثمان بك بالامارة لموت سيده أيضا واهمل امر تركته فأحرزت زوجته وأقاربها متروكاته ونقلوا الأشياء الثمينة والنفيسة إلى دراهم ونسي أمره شهورا حتى تغيرت الدولة وتملك الامراء المصريون الذين كانوا بالجهة القبلية وتزوجت زوجته برجل من الأجناد من اتباعهم فعند ذلك فتحوا التركة بوصاية الزوجة من طرف القاضي خوفا من ظهور وارث وأظهروا ما انتفوه مما انتقوه من الثياب وبعض الأمتعة والكتب والدشتات وباعوها بحضره الجمع فبلغت نيفا ومائة ألف نصف فضة فأخذ منها بيت المال شيئا واحرز الباقي مع الأول وكانت مخلفاته شيئا كثيرا جدا أخبرني المرحوم حسن الحريري وكان من خاصته وممن يسعى في خدمته ومهماته انه حضر اليه في يوم السبت وطلب الدخول لعيادته فأدخلوه اليه فوجده راقدا معتقل اللسان وزوجته واصهاره في كبكبة واجتهاد في اخراج ما في داخل الخبايا والصناديق إلى الليوان ورأيت كوما عظيما من الأقمشة الهندية والمقصبات والكشميري والفراء من غير تفصيل نحو الحملين وأشياء في ظروف وأكياس لا أعلم ما فيها قال ورأيت عدد كثيرا من ساعات العبب الثمينة مبددا على بساط للقاعة وهي بغلافات بلادها قال فجلست عند رأسه
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»