فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٣
* يا بارقا بأعالي الرقمتين بدا * لقد حكيت ولكن فاتك الشنب * * ويا نسيما سرى من حي كاظمة * بالله قل لي كيف البان والعذب * * وكيف جيرة ذاك الحي هل حفظوا * عهدا أراعيه إن شطوا وإن قربوا * * أم ضيعوا ومرادي منك ذكرهم * هم الأحبة إن أعطوا وإن سلبوا * * إن كان يرضيهم ابعاد عبدهم * فالعبد منهم بذاك البعد مقترب * * والهجر إن كان يرضيهم بلا سبب * فإنه من لذيذ الوصل محتسب * * وإن هم احتجبوا عني فإن لهم * في القلب مشهود حسن ليس يحتجب * * قد نزه اللطف والإشراق بهجته * عن أن تمنعها الأستار والحجب * * ما ينتهي نظري منهم إلى رتب * في الحسن إلا ولاحت فوقها رتب * * وكلما لاح معنى من جمالهم * لباه شوق إلى معناه منتسب * * أظل دهري ولي من حبهم طرب * ومن أليم اشتياقي نحوهم حرب * وكان الذي نظمه ابن إسرائيل * لم يقض في حبكم بعض الذي يجب * صب متى ما جرت ذكراكم يجب * * أحبابنا والمنى تدني زيارتكم * وربما حال من دون المنى الأدب * * قاطعتموني فأحزاني مواصلة * وحلتم فحلا لي فيكم التعب * * ما رابكم من حياتي بعد بعدكم * وليس لي في حياة بعدكم أرب * * رحتم بقلبي وما كادت لتسلبه * لولا قدودكم الخطية السلب * * يا بارقا ببريق الحزن لاح لنا * أأنت أم أسلمت أقمارها النقب * * ويا نسيما سرى والعطر يصحبه * أجزت حيث مشين الخرد العرب * * أقسمت بالمقسمات الزهر تحجبها * سمر العوالي والهندية القضب * * لكدت تشبه برقا من ثغورهم * يا در لولا الظلم والشنب * والقصيدة التي نظمها ابن الخيمي ثانيا مع ابن إسرائيل * لله قوم بجرعاء الحمى غيب * جنوا على ولما أن جنوا عتبوا * * يا رب هم أخذوا قلبي فلم سخطوا * وإنهم غصبوا عيشي فلم غضبوا * * هم العريب بنجد مذ عرفتهم * لم يبق لي معهم مال ولا نشب * @ 384 @ * شاكون للحرب لكن من قدودهم * وفاترات اللحاظ السمر والقضب * * فما ألموا بحي أو ألم بهم * إلا وغاروا على الأبيات وانتهبوا * * عهدت في دمن البطحاء عهد هوى * إليهم وتمادت بيننا حقب * * فما أضاعوا قديم العهد بل حفظوا * لكن لغيري ذاك العهد قد نسبوا * * من منصفي من لطيف منهم غنج * لدن القوام إسرائيل ينتسب * * مبدل القول ظلما لا يفي بمواعيد * الوصال ومنه الذنب والغضب * * تبين لثغته بالراء نسبته * والمين منه بزور الوعد والكذب * * موحد فيرى كل الوجود له * ملكا ويبطل ما يأتي به النسب * * فعن عجائبه حدث ولا حرج * ما ينتهي في المليح المطلق العجب * * بدر ولكن هلالا لاح إذ هو بالوردي * من شفق الخدين منتقب * * في كأس مبسمه من حلو ريقته * خمر ودر ثناياه لها حبب * * فلفظه أبدا سكران يسمعنا * من معرب اللحن ما ينسى به الأدب * * تجنى لواحظه فينا ومنطقه * جناية يجتني من مرها الضرب * * حلو الأحاديث والألحاظ ساحرها * تلقى إذ نطق الألواح والكتب * * لم تبق ألفاظه معنى يرق لنا * لقد شكت ظلمه الأشعار والخطب * * فداؤه ما جرى في الدمع من مهج * وما جرى في سبيل الحب محتسب * * ويح المتيم شام البرق من إضم * فهزه كاهتزاز البارق الحرب * * وأسكن البرق من وجد ومن كلف * في قلبه فهو في أحشائه لهب * * وكلما لاح منه بارق بعثت * ماء المدامع من أجفانه سحب * * وما أعادت نسيمات الغوير له * اخبار ذي الأثل إلا هزه الطرب * * واها له أعرض الأحباب عنه وما * أجدت رسائله الحسنى ولا القرب * ونظم الشيخ عفيف الدين التلمساني * لولا الحمى وظباء بالحمى عرب * ما كان في البارق النجدي لي أرب * * حلت عقود اصطباري دونه حلل * خفوقها كارتياحي لها تجب * * وفي رياض بيوت الحي من إضم * ورد جنى ومن أكمامه النقب *
(٣٨٣)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 385 386 387 388 389 ... » »»