فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٢
* بله أشكو من زوجة صيرتني * غائبا بين سائر الحضار * * غيبتني عني بما أطعمتني * فأنا الدهر مفكر في انتظار * * غبت حتى لو أنهم صفعوني * قلت كفوا بالله عن صفع جاري * * فنهاري من البلادة ليل * في التساوي والليل مثل النهار * * دار رأسي عن باب داري فبالل * ه أخبروني يا سادتي أين داري * * ملكتني عيارة وعيارا * حين زادت بالدردبيس عياري * * أين مخ الجمال من طبع مخي * في التساوي وأين مخ الحمار * * غفر الله لي بما رحت للبح * ر من البرد أصطلي بالنار * * وتجردت للسباحة في الآ * ل لظني به الزلال الجاري * * ولكم قد عصبت رجلي برؤيا * أوطأتني حلما على مسمار * * ولكم رمت قلع ضرس ضروب * بعد ما ضر غاية الإضرار * * فإذا بي قلعت بعد عنائي * واجتهادي القوي من أوزاري * * ورحى حزتها لطحن فما زل * ت ضلالا أدور حول المدار * * وأنادي وقد سئمت من الرك * ض إلى أين منتهى مضماري * * أنا أختار لو قعدت من الجه * د ولكن أمشي بغير اختيار * * أنا أنسى أني نسيت فلا يخ * شى سمير إذاعة الأسرار * * أنا سطل الشرائحي بما أو * دعت من عجة ومن أبزار * * ولكم قد رأيت في الماء شيخا * وهو جاث في الجب كالعيار * * شيخ سوء كالثلج ذقنا ولكن * وجهه في سواده كالقار * * أشبه الناس بي وقد يشبه التي * س أخاه في حومة الجزار * * فاعتراني رعب وناديت ما كن * ت إخال اللصوص في الأزيار * * أين ترسى وأين درعي ألحقيني * أم عمرو بصارمي البتار * * إن أمت كنت في الغزاة شهيدا * أو أعش كنت شاطر الشطار * * ثم أثخنت ذلك الزير ضربا * بحسامي حتى هوى لانكسار * * وجرى الماء في قوامي وإن أف * ردتني كنت في التهارش ضاري * * أنا مثل الخروف قرنا وإن أس * قط فإني أعد في الأقذار * * أنا لو رمت للعلاج طبيبا * ما تعديت دكة البيطار * * بعد ما كنت من ذكائي أدري * أن بابي من صنعة النجار * * أحزر البيض قبل ما يكسروه * أن فيه البياض فوق الصفار * * وبعيني نظرت كوز نحاس * كان عندي أقوى من الفخار * * وكثير مني على شيب رأسي * حفظ هذي الأشياء مثل الكبار * وقال موشحا يعارض به أحمد الموصلي * غصن من البان مثمر قمرا * يكاد من لينه إذا خطرا يعقد * * بديع حسن سبحان خالقه * * مسك ذكي الشذا لناشقه * * أبيض ثغر يبدي لعاشقه * * نمل عذار يحير الشعرا * وفود شعر يستوقف النهرا أسود * * بأبي شادن فتنت به * * يهواه قلبي على تقلبه * * مذ زاد في التيه من تجنبه * * أحرمني النوم عندما نفرا * حتى لطيف الخيال حين سرى قيد * * جوى أذاب الحشا فحرقني * * ونيل دمعي جرى فغرقني * * لكنه بالدموع خلقني * * فرحت أمشي في الدمع منحدرا * ذاك لأني غدوت منكسرا مفرد * وأما موشح أحمد الموصلي فإنه قوله * بي رشأ عندما رنا وسرى * باللحظ للعاشقين إذ أسرا قيد * * بما بأجفانه من الوطف * * وما بأعطافه من الهيف * * وما بأردافه من الترف *
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 324 325 326 327 328 ... » »»