حضرموت، على كتاب من تأليفه سماه " بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت " يشتمل على فصل ضاف عن النبي هود، ختمه بما خلاصته:
" ولا يزال أهل حضرموت يزورون قبره إلى اليوم، في شعبان من كل سنة، وكان السابقون يرون كمال الزيارة بالحضور ليلة النصف من شعبان، وهي العادة التي كانوا عليها في الجاهلية وقد تغير ذلك فصار أهل سيوون ومن كان في غربيهم ومن يتاخمهم يردون في التاسع منه وينفرون في الحادي عشر، وآل عينات يردون في العشر الخ " أما عصره فيقول أبو الفداء: كان هود وصالح قبل إبراهيم الخليل (1).
هود بن عبد الله (.. - نحو 350 ه =.. - نحو 960 م) هود بن عبد الله بن موسى بن سالم الجذامي بالولاء: جد آل " هود " أصحاب الدولة في الأندلس أيام الطوائف. وهو أول من دخل الأندلس منهم. وأول من ملك من بنيه سليمان بن محمد " المستعين بالله " بسرقسطة (2).
الهودي = ابن هود ابن الحمامة (.. - نحو 20 ه =.. - نحو 640 م) هوذة بن الحارث بن عجرة السلمي، ابن حمامة: شاعر قوي العارضة. من الصحابة، أو ممن كانوا في عصر النبوة.
والحمامة أمه، اشتهر بنسبته إليها. كان من سكان البصرة. ووفد على عمر (في خلافته) ليأخذ عطاءه، فدعي قبله أناس من قومه، فأغضبه تقديمهم عليه، فقال:
" لقد دار هذا الامر في غير أهله! * فأبصر، أمين الله، كيف تريد " " أيدعي خثيم والشريد أمامنا؟ * ويدعي رباح قبلنا، وطرود؟ " " فإن كان هذا في الكتاب، فهم إذا * ملوك، بنو حر، ونحن عبيد! " فدعا به عمر، وأعطاه (1).
هوذة الحنفي (.. - 8 ه =.. - 630 م) هوذة بن علي بن ثمامة بن عمرو الحنفي، من بني حنيفة، من بكر بن وائل: صاحب اليمامة (بنجد) وشاعر بني حنيفة وخطيبها قبيل الاسلام وفي العهد النبوي. وفيه يقول الأعشى (ميمون) قصيدته التي أولها:
" بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا " ومنها:
" من يلق هوذة يسجد غير متئب * إذا تعصب فوق التاج أو وضعا " وهو من أهل " قران " بضم القاف وتشديد الراء، من قرى " اليمامة " (2) قال البكري:
وأهل قران أفصح بني حنيفة. وكان ممن يزور كسرى في المهمات. ويقال له " ذو التاج " واختلف الرواة في " تاجه " قال ابن الأثير: " دخل على كسرى، فأعجب به ودعا بعقد من در، فعقد على رأسه، فسمي ذا التاج " وقال المبرد، في الكامل:
" كان هوذة ذا قدر عال، وكانت له خرزات تنظم فتجعل على رأسه تشبها بالملوك ". ونقل عن أبي عمرو ابن العلاء أنه " لم يتوج أحد - في الجاهلية - من بني معد، وإنما كانت التيجان لليمن " وسئل عن هوذة، فقال: " إنما كانت خرزات تنظم له ". ولأحد الشعراء في مدح عبد الله بن طاهر:
" فأنت أولى بتاج الملك تلبسه * من هوذة بن علي وابن ذي يزن " وكانت بين " هوذة " وبني تميم " غارات، أسروه في إحداها وقال شاعرهم:
" ومنا رئيس القوم ليلة أدلجوا * بهوذة، مقرون اليدين إلى النحر " " وردنا به نخل اليمامة، عانيا * عليه وثاق القد والحلق السمر " ففدى نفسه بثلاثمئة بعير. ومرت بأرض تميم قافلة (وقد يسمونها اللطيمة) كانت تحمل أموالا وطرفا مرسلة إلى كسرى من عامله باليمن، فأغار عليها بنو تميم ونهبوها، ولجأ رجالها إلى اليمامة، فأكرمهم " هوذة " وكساهم وسار معهم إلى كسرى.
وبعث كسرى إلى عامله في " البحرين " واسمه أزادفيروز (والعرب تسميه المكعبر، لأنه كان يقطع الأيدي والأرجل) فأمره بمعاقبة تميم، وجاء هوذة مع رسول كسرى إلى المكعبر، فاحتال المكعبر على بني تميم حتى قتل جماعة منهم في " المشقر " وأسر آخرين، وسعى هوذة لفكاك الأسرى فقبلت شفاعته في مئة منهم فأطلقوا. ولما ظهر الاسلام كتب إليه النبي (صلى الله عليه وسلم): " أسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك " فأجاب مشترطا أن يكون له مع النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض الامر، فلم يجبه وقال: باد، وباد ما في يديه!
ولم يعش بعد ذلك غير قليل (1).