وفيه مع ذلك إحياء لذكرهم، الذي فيه ذكر أئمتهم وسادتهم، وإتمام لنورهم، الذي اكتسبوه من ولايتهم، عمل بما ورد من الحث، على مجالستهم ومخالطتهم، والحض على محادثتهم، فان المسرح طرفه في أكناف سيرة من غاب عنه وما هو عليه من العلم، والعبادة، والفضل، والزهادة، كالمجالس معه المستأنس به، في الانتفاع بأقواله وحركاته، واقتفاء سيرته وآدابه.
ولذا استقرت طريقة المشايخ، على ضبط أحوالهم، وجمعها، وتدوينها، في صحف مكرمة، وكتب شريفة، وأتعبوا أنفسهم في ذلك، حتى تحملوا أعباء السفر، وقطعوا الفيافي والقفار، وركبوا البراري والبحار، ورغبوا حافظيها و مصنفيها، ومدحوا جامعيها، ومؤلفيها، وبالغوا في الثناء عليهم.
وكفى للمقام شاهدا، ما كتبه آية الله: بحر العلوم والمعالي، العلامة الطباطبائي (1) قدس سره، على ظهر نسخه الأصل، من كتاب تتميم أمل الأمل،