فقه للمغتربين - السيد السيستاني - الصفحة ٣٣٥
يحسن بي أن أشير هنا - وأنا في ختام كتابي هذا - إلى مسيس حاجتي لنقد وتقييم محاولتي الأولى هذه في كتابة فقه للمغتربين، وصولا لتأصيل فقه للمغتربين، يعنى بأمور حياتهم المختلفة، ويضبط إيقاعاتها على أسس وقواعد الشريعة الإسلامية المقدسة .
فأعداد المسلمين المتجنسين أو المقيمين في البلدان غير الإسلامية، وبخاصة في أمريكا وأوربا، في ازدياد، ونسب المهاجرين إليها من البلدان الإسلامية في تصاعد، كما وأن وتائر التغير والتبدل في مجتمعات كهذه سريعة، وشؤونها متكثرة، والأسئلة والإشكالات الشرعية تبعا لها هي الأخرى متكثرة، ولا بد من دراستها على الطبيعة، وتقديم الحلول لأسئلتها واستفساراتها أولا بأول، معايشة لحركة الواقع المتغير، ولحوقا بها، ورصدا لها، بل وإرهاصا بها، وتقدما عليها، كما هو المأمول والمرتجى.
ويحسن بي أن أشير كذلك، إلى أهمية الكتابة بقواعد تربية النفس وتزكيتها، على ضوء علم الأخلاق الإسلامي، وبخاصة من زواياه العملية، وسط هذا الجو المتشبث بمنطق المادة، والمتمسك
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 335 336 338 339 340 341 ... » »»