فقه للمغتربين - السيد السيستاني - الصفحة ١٣٩
ينشأ المسلمون عادة في بيوتهم ومدنهم وقراهم، وسط ذويهم ومع أسرهم، يتناولون أصنافا من الطعام وألوانا من الشراب ألفوها، فأحبوها وأحبتهم، وعرفوا محتوياتها وعرفتهم، فهي خالية من كل ما ترفضه عقيدتهم ويأباه دينهم وتنأى عنه قيمهم وتقاليدهم الإسلامية القويمة. وحين قدر لهم أن يهاجروا إلى بلاد الغربة ليعيشوا ضمن مجتمعات غير إسلامية، واجهتهم مشكلة الطعام والشراب، فلا الطعام هو ما ألفوه وأحبوه واستساغوه، ولا محتوياته هي ما عرفوها وتطبعوا عليها واعتادوها، ذلك أن المجتمع الجديد مجتمع غير إسلامي، له قيمه الخاصة به وأعرافه وتقاليده التي منها بالطبع عدم التزامه في طعامه وشرابه حدود الشريعة الإسلامية وأحكامها، فإذا رغب المسلم أن يتناول من الطعام شيئا في مطعم ما، واجهته مشكلة حلية الأكل وحرمته، وجواز الأكل وعدمه، وطهارة المأكول ونجاسته، وغير هذه وتلك من المسائل والاستفسارات.
وهذه بعض الأحكام الشرعية التي يحسن بالمسلم أن يطلع عليها في شؤون الطعام والشراب، أعرضها أولا، ثم ألحقها
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 134 135 136 137 139 140 141 142 143 144 ... » »»