صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ٢٦
لا يتقيد بكونه عاشر المحرم، بل اتفق وقوعه يوم قدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. " (1) 5 - وقال أبو ريحان (2): " تشرين وهو ثلاثون يوما... وفي اليوم العاشر منه صوم الكبور ويدعي العاشوراء وهو الصوم المفروض من بين سائر الصيام فإنها نوافل، ويصام هذا الكبور من قبل غروب الشمس من اليوم التاسع بنصف ساعة إلى ما بعد غروبها في اليوم العاشر بنصف ساعة تمام خمس وعشرين ساعة.... وصومه كفارة لكل ذنب على وجه الغلط، ويجب على من لم يصمه من اليهود القتل عندهم، و فيه يصلى خمس صلوات ويسجد فيها. " (3) 6 - وقال العلامة الشعراني: " اعلم أن يوم عاشوراء كان يوم صوم اليهود ولا يزالون يصومون إلى الآن، وهو الصوم الكبير، (4) ووقته اليوم العاشر من الشهر الأول من السنة ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة كان أول اليهود مطابقا لأول المحرم وكذلك بعده إلى أن حرم النسئ وترك في الاسلام وبقي عليه اليهود إلى زماننا هذا فتخلف أول سنة المسلمين عن أول سنتهم، وافترق يوم عاشوراء عن يوم صومهم، و ذلك لأنهم ينسئون إلى زماننا فيجعلون في كل ثلاث سنين سنة واحدة ثلاثة عشر

١ - دائرة المعارف البستاني ١١: ٤٤٦.
٢ - هو محمد بن أحمد الخوارزمي الحكيم الرياضي الطبيب المنجم المعروف كان فيلسوفا عالما بالفلسفة اليونانية وفروعها وفلسفة الهنود، وبرع في علم الرياضيات والفلك، بل قيل: إنه أشهر علماء النجوم والرياضيات من المسلمين، كان معاصرا لابن سينا وبينهما مراسلات وأبحاث، كان أصله من بيرون - بلد في السند - وسافر إلى بلاد الهند أربعين سنة اطلع فيها على علوم الهنود. وأقام مدة في خوارزم وأكثر اشتغاله في النجوم والرياضيات والتاريخ، وخلف مؤلفات نفيسة منها الآثار الباقية عن القرون الخالية ألفه لشمس المعالي قابوس. حكى أنه كان مكبا على تحصيل العلوم متفننا على التصنيف لا يكاد يفارق يده العلم، وعينه النظر، وقلبه الفكر، وكان مشتغلا في تمام أيام السنة الا يوم النيروز ويوم المهرجان.... " الكنى والألقاب ١: ٧٨.
3 - الآثار الباقية: 277.
4 - لعل الصحيح: كبور.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 29 31 32 33 ... » »»