السنة في الشريعة الإسلامية - محمد تقي الحكيم - الصفحة ٦٣
مع علي، حيث دار (1) إلى غيرها من الأحاديث.
ومن هنا قال أبو القاسم البجلي وتلامذته من المعتزلة: لو نازع علي عقيب وفاة رسول الله (ص) وسل سيفه لحكمنا بهلاك كل من خالفه وتقدم عليه، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه، ولكنه مالك الأمر وصاحب الخلافة، إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من ينازعه فيها، وإذا أمسك عنها وجب علينا القول بعدالة من أغضى له عليها، وحكمه في ذلك حكم رسول الله (ص) لأنه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال: علي مع الحق، والحق مع علي يدور معه حيثما دار، وقال له غير مرة: حربك حربي، وسلمك سلمي (2).
وإذا كانت هذه الأحاديث التي مرت تعين عليا وولديه، فما الذي يعين بقية الأئمة من أهل البيت؟.
هناك روايات مأثورة لدى الشيعة وأخرى لدى السنة، يذكرها صاحب الينابيع وغيره، تصرح بأسمائهم جميعا (3).
ولكن الروايات التي حفلت بها الصحاح والمسانيد لا تذكرهم بغير عددهم.
ففي رواية البخاري عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:
يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: انه قال: كلهم من قريش (4)، وفي صحيح مسلم بسنده عن النبي (ص): لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم

(١) المستصفى، ج 1 ص 136.
(2) ابن أبي الحديد في شرحه للنهج، ج 1 ص 212.
(3) ينابيع المودة، ج 3 ص 99.
(4) البخاري، ج 9 ص 81.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»