فإذا أخذ في قبض روحه وارتقى إلى ركبته شفع إلى جبرئيل وقد أمره الله أن ينزل إلى عبده أن يرخص له في توديع أهله وولده، فيقول له: أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي، أو تنظر إلى ميكائيل. فيقول: أين ميكائيل؟ فإذا به وقد نزل في جوق من الملائكة فينظر إليه ويسلم عليه.
فإذا بلغت الروح إلى بطنه وصرته شفع إلى ميكائيل أن يمهله فيقول له:
أنت مخير بين أن أمسح عليك جناحي، أو تنظر إلى الجنة، فيختار النظر إلى الجنة فيتضاحك، ويأمر الله ملك الموت أن يرفق به.
فإذا فارقته روحه تبعاه الملكان الذان كانا موكلين به يبكيان ويترحمان عليه ويقولان: رحم الله هذا العبد كم أسمعنا الخير، وكم أشهدنا على الصالحات.
وقالا: يا ربنا إنا كنا موكلين به وقد نقلته إلى جوارك، فما تأمرنا؟
فيقول تعالى: تلزمان قبره وتترحمان عليه وتستغفران له إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة أتياه بمركب فأركباه وامشيا بين يديه إلى الجنة واخدماه في الجنة (1).
إلى هنا انتهت النسختان الحاضرتان، التي اعتمدنا عليهما، وإنما استخرجنا سائر الروايات التي ذكرها العلامة الكبير والمحدث الخبير مولانا محمد باقر المجلسي في البحار والمحدث المتتبع العلامة النوري في مستدرك وسائل الشيعة استدراكا وتتميما حتى يرزقنا الله تعالى نسخة كاملة.