الاذكياء
لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي القرشي البغدادي (٥٠٨- ٥٩٧).
كان يعظ ببغداد ويحضره الخلفاء، والوزراء، والملوك، والامراء، والعلماء، والفقراء، يقال: إنّ أقل ما كان يجتمع في مجلس وعظه عشرة آلاف او يزيدون وكانت له أجوبة نادرة، فمن أحسن ما يحكى عنه انه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي بن أبي طالب فرضي الكل بما يجيب به الشيخ أبو الفرج. فأقاموا شخصاً سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه فقال: افضلهما من كانت ابنته تحته ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك فقالت «السنة» هو أبو بكر لأن ابنته عائشة تحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقالت «الشيعة» هو علي بن أبي طالب لأن فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تحته.
قال سبطه في التذكرة: سمعت جدي ينشد في مجالس وعظه سنة ٥٩٦.
أهوى عليا وايماني محبته | كم مشرك دمه من سيفه وكفا | |
ان كنت ويحك لم تسمع فضائله | فاسمع مناقبه من «هل اتى» وكفى |
والمترجم له تصانيف كثيرة يقال تبلغ ثلاثمائة مصنف منها «كتاب الردّ على المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد بن معاوية» ومنها «كتاب الاذكياء» وطبع ببيروت.