فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٢٢٠
البدن رقيقا رأيته ظاهرا، وان كان الورم في عضل الكبد كان ظاهرا مستطيلا على خلقة العضل ولا يضر ذلك بفعال الكبد الا ضررا يسيرا، فان تقبح الورم سال منه شئ يشبه القبح والدم وخرج في المشي ثم يحثر قليلا قليلا، وقد قال أبقراط ان أصاب الكبد ورم تبع ذلك الفواق، ويكون ذلك اما لحرافة المادة واما ان يعتمد الكبد على المعدة لثقل الورم " على المعدة " أو لسيل مادة الورم إلى المعدة فيلذعها فتتحرك المعدة لدفع ذلك عنها بالفواق، فاما السدد فإن كان في عروق لم ينفذ إلى الكبد صفو الطعام وحس صاحبه من القتل بأكثر مما يحس به صاحب الورم، وان كانت السدد في أعلى الكبد كان في البول شئ يشبه المادة التي منها حدث السدد لان عروق أعلى الكبد متصلة بالكلية فالمادة تظهر لذلك في البول وان كان السدد في أسفل الكبد خرج في المشي شئ يشبه المادة التي منها حدث السدد، لان عروق أسفل الكبد قريبة من الأمعاء وربما ظهر ذلك في البول أيضا، وان مرضت الكبد لمشاركة الكلية والحجاب فإنما يمرض منها أعلى الكبد، وان مرضت لمشاركة مرض الطحال والبطن والأمعاء فإنما يمرض بذلك أسفل الكبد و سنذكر الماء الأصفر ثم نصير إلى علاج الكبد ان شاء الله، الباب الثالث في الاستسقاء وهو الماء الأصفر، الاستسقاء ثلاثة ضروب، أحدها في البدن كله ويسمى بالسريانية بسرايا اي اللحمى فإذا غمزته بيدك دخل الأصابع في الورم والرهل وعلة ذلك أنه ينتشر في البدن غذاء فاسد ردي، والضرب الثاني يكون بين الأمعاء والحجاب المطيف بها، ويسمى بالسريانية طبلايا اي الطبلي لأنه إذا قرع كان له صوت كالطبل، وعلة ذلك أن
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»