أما الثاني فظاهر. أما الأول فكما قيل في قوله:
ونحن قتلنا الأزد أزد شنوءة * فما شربوا بعدا على لذة خمرا (١) و قيل: بل هو أيضا مضاف. والتنوين عوض عن المضاف إليه، ومثله قبلا في قوله:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا * أكاد أغص بالماء الفرات (٢) وقد قرئ شاذا قوله تعالى: ﴿لله الأمر من قبل ومن بعد﴾ (3) بالكسر والتنوين.
وإن لم يكن المضاف إليه مذكورا ولكن كان منوبا، بني على الضم لمشابهته الحرف في الاحتياج إلى معنى المضاف إليه.
قال نجم الأئمة (رض): فإن قلت: هذا الاحتياج حاصل مع وجود المضاف إليه فهلا بني معه كالموصولات تبنى مع وجود ما تحتاج إليه (من صلتها) (4)؟
قلت: لأن ظهور الإضافة يرجح جانب الاسمية، لاختصاصها بالأسماء (5). وإنما بني على الضم.
قيل: ليصلح عوضا عن المحذوف فإنه أمر معتد به والحاجة إليه شديدة فناسب أن تعوض عنه الضمة التي هي أثقل الحركات.