نحو: ﴿ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون﴾ (١) ونحو: إذا جئتني فإني أكرمك. ولا يعمل ما بعد شيء منهما فيما قبله.
ومنها: أنه ربما كان الصالح للعمل فيها الوارد في الجزاء صفة، كقوله تعالى: ﴿فإذا نقر في الناقور * فذلك يومئذ يوم عسير﴾ (٢) ولا تعمل الصفة فيما قبل موصوفها.
وربما يجاب عن هذين الوجهين: بأنه يجوز أن يخالف «إذا» غيرها في عدم مانعية هذه الموانع من العمل فيها.
كما أن أبا البقاء صرح بأن «الفاء» في جواب «إذا» لا تمنع من العمل فيها.
وصرح الزمخشري: بأن العامل في ﴿إذا جاء نصر الله﴾ (3): سبح. على أن الزمخشري جوز أن يتعلق قوله: (في أنفسهم) بقوله: (بليغا) في قوله تعالى: (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) . (4) ومنها: أنه يمتنع إعمال الجواب في قوله:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى * ولا سابقا شيئا إذا كان جائيا (5) فإن «إذا» لا تخلو إما أن تكون شرطية، أو ظرفية محضة.
فإن كان الأول كان التقدير «إذا كان جائيا فلا أسبقه».