مجال الفهم وهو وجه عام لكل ظرف محتمل لتقديري الفعل والاسم، ولكنه إنما يجري على رأي من يجوزهما.
ومما يختص بهذا المقام من الوجوه: أن المتكلم استكره التصريح بحصول مربع موصوف بهذه الصفات لحبيبته.
ومنها: أنه أراد إفادة الاختصاص أو الاستحقاق أو التملك أول مرة على أخصر وجه، ولو عبر بالفعل أو الاسم أمكن إفادتها لكن كان يفوت الاختصار أو كان يفوت إفادتها أول مرة، فالأول إن عبر بنحو: اختص أو استحق أو ملك، والثاني إن عبر بنحو كان أو: استقر أو حصل.
ومنها: أنه يكون اسم الحبيبة أقرب إلى الصدر إذ لا يتقدمه إلا حرف مفرد.
المسألة الثالثة: في ذكر علمها: فنقول: إنه لتربية الفائدة، فإنه كلما كان الحكم أكثر اختصاصا وتقيدا كانت الفائدة أتم، وكلما ازداد جزءا من أجزاء الجملة تخصيصا ازداد الحكم تخصيصا.
وللتبرك باسمها وللاستلذاذ به، ولتمييزها أفضل تمييز لذكرها بالاسم المختص بها.
وللكناية عن كونها أصل حياة المتكلم أو الناس إن أخذ الاسم من العمر بمعنى الحياة.
أو عن استقامة قامتها وتماميتها إن أخذ من العمر بمعنى النخل.
أو عن كونها منقرطة إن أخذ من العمر بمعنى القرط.
أو عن أنها أصل الدين وقوامه إن أخذ من العمر بمعنى الدين.
أو عن أنها مجمع الحياة إن كان «الأم» بمعنى ما يجتمع إليه أشياء، ولهذا معنيان يصلح كل منهما للإرادة، أحدهما: أن الأحياء كلهم يجتمعون إليها ويفزعون إلى لقائها، والثاني: أن كل حي فهو يفديها بنفسه ويهبها حياته.