ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
وقال مخاطبا إياه:
أدر يا نديمي علينا الكؤوسا * فقد شاقت الراح منا النفوسا نشطنا عشيا لشرب المدام * فارعش بكأسك منا الرؤوسا وقم هاتها من بنات الكروم * على ورد خديك تجلى عروسا كأن الندامى على شربها * بدور دجى تتعاطى شموسا تداعوا لنيرانها ساجدين * ودعواهم لأعدمنا المجوسا سأحبس ما عشت ركب الرجاء * بحيث يفك النوال الحبيسا لدى من تخيرت المكرمات * على نحرها منه عقدا نفيسا له المجلس المحتبي بالنهى * يراع به من يروع الخميسا وقل بأن يفرش الفرقدين * ويتخذ البدر فيه جليسا فيا بن نجوم جرت في العلاء * لقوم سعودا وقوم نحوسا غدا بك يوم الندى ضاحكا * ويوم العدى عاد جهما عبوسا بقيت على عطل الحاسدين * تحلي يد المدح فيك الطروسا وقال مخاطبا إياه:
حازم يسلس من بعد الشماس * كل أمر راضه صعب المراس ذو ذكاء لو ذكاء رامه * لدعاه عجزه عد بأياس قتل الأيام خبرا وله * قبس التجريب أسنى الاقتباس لو سيوفا طبعت آراؤه * لبرت ما أدركت حتى الرواسي وقال مخاطبا إياه أيضا:
ولرب ريم طرفه * بالهدب سهم اللحظ راشا ورمى به صبا لفرط * ضناه يرتعش ارتعاشا قالت: جنحت لسلوة * فانظر لسهمك كيف طاشا فأجبتها: لا والذي * (جعل النهار لنا معاشا) أنا في سبيل هوى الكوا * عب أربط العشاق جاشا هيهات أسلو أو يقال * سلا الندى (حسن) وحاشا ذاك الذي لحوائم * الآمال لم يترك عطاشا مذ قام للعليا مؤملها * وبحر علاه جاشا ماتت نفوس الحاسدين * بغيضها والفضل عاشا من لو تساجله الغيوث * أراك وابلها رشاشا تستشعر الأسد الغضاب * لعظم هيبته اندهاشا وعلى سراج جبينه * الآمال تحسبها فراشا وقال مخاطبا إياه أيضا:
أنح يا سعد ناجية القلاص * بحيث الدار طيبة العراص وعد فأعد حقائبها بطانا * بنائل موئل النفر الخماص فثمة ضاحك العرصات عمت * نوافله الأداني والأقاصي بها حلت تميمتها المعالي * وأمست وهي مرخية العقاص أما وندى كم انتاش ابن دهر * به نصب البلا شرك اقتناص له خلص الثناء على مجيد * به وجد السبيل إلى الخلاص أغر يرى دلاص الحمد أضفى * على عرض الكريم من الدلاص (449) ترقى في العلاء بحيث منها * تبوء في الذوائب والنواصي شرى درر الثنا تغلو، ونادى: * أوفري أنت عندي في ارتخاص ويا عرضي هدرت دماك جودا * ويا عرضي اقترح شرف القصاص فقل: يا بحر مدك رهن جزر * وقل: يا بدر تمك لانتقاص دعي دعوى الفخار فكل فخر * به (لمحمد) شرف اختصاص

449 الدلاص: الدرع اللينة الملساء.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»