خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ٤١٤
وقال: من يثقفن منهم فليس بآيب البيت وقال: يحسبه الجاهل ما لم يعلما البيت شبهه بالجزاء حيث كان مجزوما وكان غير واجب وهذا لا يجوز إلا في اضطرار وهي في وكذا قل الفراء إنه ضرورة قال عند تفسير قوله تعالى: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ما نصه: فمن ذلك قوله تعالى: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم.
والمعنى والله أعلم: إن لم تدخل حطمتن. وهو نهي محض لأنه لو كان جزاء لم تدخله النون الشديدة ولا الخفيفة.
ألا ترى أنك لا تقول: إن تضربني أضربنك إلا في ضرورة شعر كقوله: فمهما تشأ منه فزارة البيت انتهى.
وكذا في المفصل قال: فإن دخلت في الجزاء بغير ما ففي الشعر تشبيها للجزاء بالنهي.
وكذا في كتاب الضرائر لابن عصفور.
وخالف ابن مالك فأجازه في الكلام قال في التسهيل: وقد تحلق جواب الشرط اختيارا وقال قبله: وتلحق الشرط مجردا من ما. وكذا قال في الألفية.
قال الشاطبي: فإذا قلت إن تقومن أكرمتك ومهما تطلبن أعطك ومهما تأتيني أكرمك وحيثما تكونن أذهب إليك وكذلك سائر أدوات الشرط فهو جائز ولكنه قليل.
ويحتمل أن كلام الناظم أن أدوات الشرط مسوغة لدخول النون مطلقا سواء أكان الفعل معها في جملة الشرط أو في جملة الجزاء. إذ لم يقيد ذلك بفعل الشرط. فيجوز على هذا أن تقول: إن تكرمنني أكرمنك. انتهى.
وقوله: فمهما تشأ... إلخ قال الأعلم: أراد مهما تشأ فزارة إعطاءه تعطكم ومهما تشأ منعه تمنعكم فحذف الفعل لعلم السامع وإدخال النون الخفيفة على تمنعا وهو جواب الشرط ضرورة وليس من مواضع النون لأنه خبر يجوز فيه الصدق والكذب.) إلا أن الشاعر إذا اضطر أكده بالنون تشبيها بالفعل في الاستفهام لأنه مستقبل مثله. انتهى.
والبيت غير موجود في ديوان ابن الخرع وإنما هو من قصيدة للكميت بن ثعلبة أوردها أبو محمد الأعرابي في ضالة الأديب وهي: الطويل * من مبلغ عليا معد وطيئا * وكندة من أصغى لها وتسمعا * * يمانيهم من حل نجران منهم * ومن حل أطراف الغطاط فلعلعا * * ألم يأتهم أن الفزاري قد أبى * وإن ظلموه أن يتل فيصرعا
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»