كان أبي يقول: كان فهم الرشيد فهم العلماء أنشده العماني في صفة فرس: كأن أذنيه البيت فقال له: دع كأن وقل: تخال أذنيه حتى يستوي الشعر.
وقال ابن هشام في المغني: وقيل أخطأ قائله وقد أنشده بحضرة الرشيد فلحنه أبو عمرو والأصمعي. وهذا وهم فإن أبا عمرو توفي قبل الرشيد. وتعقبه شراحه بأن هذا لا يصلح تعليلا للوهم فإن سبق وفاة أبي عمرو الرشيد لا ينافي حضور مجلسه ولو غير خليفة إلا أن يراد وهو خليفة لأن أبا عمرو توفي سنة أربع وخمسين ومائة والرشيد إنما ولي الخلافة سنة سبعين ومائة.
واعترض ابن السيد البطليوسي في حاشية الكامل على المبرد بأن هذا لا يعد لحنا لأنه قد حكي أن من العرب من ينصب خبر كأن ويشبهها بظننت. وعلى هذا أنشد قول ذي الرمة:) * كأن جلودهن مموهات * على أبشارها ذهبا زلالا * وعليه قول النابغة الذبياني:
* كأن التاج معصوبا عليه * لأذواد أصبن بذي أبان * في أحد التأويلين. انتهى.
ويمنع الأول بجعل مموهات حالا من جلودهن لأنه مفعول في المعنى والخبر هو قوله: على أبشارها. والرواية مموهات على الخبرية. يصف النساء. والمموهات: المطليات.
والأبشار: جمع بشرة وهي ظاهر الجلد. وذهبا: المفعول الثاني