خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣٩١
وأنت لا تقول: إن أخاك إنه ذاهب فجاز ذلك لأن المعنى كالجزاء أي: من كان مؤمنا أو على شيء من هذه الأديان ففصل بينهم وحسابهم على الله.
وربما قالت العرب: إن أخاك إن الدين عليه لكثير فيجعلون إن في خبره إذا كان إنما يرفع باسم مضاف إلى ذكره كقول الشاعر:
* إن الخليفة إن الله سربله * سربال ملك به ترجى الخواتيم * ومن قال هذا لم يقل: إنك إنك قائم ولا إن أباك إنه قائم لأن الاسمين قد اختلفا فحسن رفض ومثل البيت في الوجهين آية سورة الكهف وهي قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. أولئك لهم جنات عدن فيجوز أن يكون إنا لا نضيع... إلخ خبر إن الذين والرابط العموم. ويجوز أن يكون الخبر جملة أولئك لهم جنات عدن ويكون جملة إنا لا نضيع... إلخ معترضة بين اسم إن وخبرها.
قال الزجاج: يجوز أن يكون الخبر إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ومعناه: إنا لا نضيع أجرهم لأن ذكر من كذكر الذي وذكر حسن العمل كذكر الإيمان فيكون كقولك: إن الله لا يضيع أجره.
ويجوز أن يكون خبر إن أولئك لهم جنات عدن ويكون قوله: إنا لا نضيع أجر
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»