وأورد عليه الدماميني بأنه يلزم عليه إضافة المؤكد إلى التأكيد والبصريون لا يعتدون بها لأنها في غاية الندرة فلا ينبغي تخريج التنزيل عليها.
والشارح المحقق لما حكم بزيادة الكاف في البيت ورد عليه سؤال وهو ما مجرور مثل فأجاب بجوابين: أولهما: لابن جني في سر الصناعة وثانيهما: مأخوذ أيضا من تقريره وقد بسط الكلام فيه فلا بأس بإيراده لكثرة فوائده قال: فإن قال قائل: إذا جر العصف أبا لكاف التي تجاوره أم بإضافة مثل إليه على أنه فصل بالكاف بين المضاف والمضاف إليه فالجواب: أنه لا يجوز أن يكون مجرورا إلا بالكاف وإن كانت زائدة كما أن من وجميع حروف الجر في أي موضع وقعن زوائد فلا بد من أن يجررن ما بعدهن.
فالجواب: أن مثلا وإن لم تكن مضافة في اللفظ فإنها مضافة في المعنى وجارة لما هي مضافة إليه في التقدير. وذلك أن التقدير: فصيروا مثل عصف فلما جاءت الكاف تولت جر العصف وبقيت مثل غير جارة ولا مضافة في اللفظ وكان احتمال هذه الحال في الاسم المضاف أسوغ منه في الحرف الجار.
وذلك أنا لا نجد حرفا جارا معلقا غير عامل في اللفظ وقد نجد بعض الأسماء معلقا عن الإضافة جارا في المعنى غير جار في اللفظ وذلك نحو قولهم: جئت قبل وبعد وقام زيد ليس غير. وقال: