خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ١٧٦
وإنما اقتصر على اليمين والأمام أي: القدام لأنه يعلم أن اليسار في ذلك كاليمين. وأما الظهر فإن الفارس لا يمكن منه أحدا. ومن على قول ابن مالك زائدة ومتعلقة بمحذوف على قول غيره. أي: تأتيني من هذه الجهات.
وقوله: حتى خضبت... إلخ أكناف السرج: جوانبه جمع كنف بفتحتين. وعنان اللجام: سيره الذي تمسك به الدابة. وأو للتقسيم وقال القالي في أماليه: أراد وعنان لجامي.
والمعنى: انتصبت للرماح حتى خضبت بما سال من دمي جوانب السرج وعنان فرسي وذلك على حسب مواقع الطعن فالعنان لما سال من أعاليه وجوانب السرج لما سال من أسافله.
وقيل: إنما أراد دم من قتله فأضافه إلى نفسه لأنه أراقه.
وقوله: وقد أصبت ولم أصب الأول بالبناء للفاعل والثاني للمفعول وجذع وقارح: حالان.
والجذع بفتح الجيم والذال المعجمة: الشاب الحدث والقارح: المنتهي في السن.
قال الخطيب: هما مثلان وأصلهما في الخيل وذوات الحوافر. وذلك أن المهر يركب بعد حول سياسة ورياضة فإذا بلغ حولين فهو جذع فحينئذ يستغني عن الرياضة.
يقول: أنا جذع البصيرة لا أحتاج إلى تهذيب كما لا يحتاج الجذع إلى الرياضة وإقدامي قارح أي: قد بلغ النهاية كما أن القروح نهاية سن الفرس.
وهذا ما ذكره الشراح. ومعناه كما ذكره أبو العلاء المعري أنه يريد أنه لم يزل شجاعا فإقدامه قارح لأنه قديم.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»