خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٤٩
عبد الله هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر أما بعد فإذا قرأت كتابي هذا فابعث إلى حماد الراوية من) يأتيك به غير مروع وادفع إليه خمسمائة دينار وجملا مهريا يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق.
فأخذتها وركبته وسرت حتى وافيت باب هشام فاستأذنت فأذن لي فدخلت عليه في دار مفروشة بالرخام وبين كل رخامتين قضيب ذهب وحيطانها كذلك وهشام جالس على طنفسة حمراء وعليه ثياب خز حمر وقد تضمخ بالمسك والعنبر وبين يديه مسك مبثوث في أواني الذهب يقلبه بيده فتفوح روائحه. فسلمت عليه فرد علي السلام واستدناني فدنوت حتى قبلت رجله فإذا جاريتان لم أر مثلهما في أذن كل واحدة منها حلقتان فيهما لؤلؤتان توقدان فقال لي: كيف أنت يا حماد وكيف حالك قلت: بخير يا أمير المؤمنين.
قال: أدري فيما بعثت إليك قلت: لا. قال: بعثت إليك لبيت خطر ببالي لم أدر من قاله قلت: وما هو قال: الخفيف * فدعت بالصبوح يوما فجاءت * قينة في يمينها إبريق * قلت: هذا يقوله عدي بن زيد في قصيدة له. قال: أنشدنيها. فأنشدتها:
* بكر العاذلون في فلق الصب * ح يقولون لي: ألا تستفيق * * ويلومون فيك يا ابنة عبد الل * ه والقلب عندكم موهوق * * لست أدري إذ أكثروا العذل عندي * أعدو يلومني أم صديق * * زانها حسنها وفرع عميم * وأثيث صلت الجبين أنيق * * فدعت بالصبوح يوما فجاءت * قينة في يمنها إبريق *
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»