خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٦٣
تهامة. وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد. وهو مذكر. كذا في الصحاح.
والسنين: جمع سنة وهي هنا إما بمعنى العام وإما بمعنى القحط. ويقال: أرض بني فلان سنة إذا كانت مجدبة.
وشيبا حال من نا في بنا وهو بالكسر جمع أشيب وهو الذي ابيض شعره. ومردا: حال أيضا من نا في شيبننا وهو جمع أمرد وهو الذي لا شعر بعارضيه.
وقوله: لحا الله نجدا إلخ في الصحاح لحاه الله أي: قبحه ولعنه. والندى: الجود.
وروى بدله: الغنى وحر: معطوف على ذا الندى وجملة: تحسبه في موضع المفعول الثاني.
وهذا البيت تعريض بأبيه وعمه.
ونقل ابن المستوفي عن ثعلب أن المراد من هذا البيت أن عيش نجد عيش شديد لا بد أن يقوم بالمال فيه وإلا ضاع.
ونقل عن ابن الأعرابي أيضا أنه ذم نجدا لشتائه وقيظه. وهذا إنما يصح مع قطع النظر عن سبب الشعر. ونقل أيضا عن أبي زيد البيتين المذكورين وأنه قال: ذم نجدا لشدة شتائه وقيظه.) ولم أر في ديوان أبي زيد إلا البيت الشاهد غير مشروح بهذا الشرح ونقله أبو علي عن أبي زيد في التذكرة القصرية ثم قال: قال ابن الهيصم هذا الشيخ الكوفي الذي يجلس إلى أبي حاتم قال: أنشدني أعرابي بالشام هذا البيت وقبله بيتا آخر وهو:
* لحا الله نجدا كيف يترك ذا الغنى * فقيرا وحر القوم تحسبه عبدا * وهذا إنشاد طريف. وسمعت أيضا هذا البيت بقصر ابن هبيرة من أعرابي. انتهى.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»