خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٦
والبيت أورده ابن هشام في موضعين من المغني: أحدهما: في الباء قال: الباء في قوله: بما زائدة في الضرورة. وقال ابن الضائع: الباء متعلقة بتنمي وإن فاعل يأتي مضمر والمسألة من باب الإعمال.
وثانيهما: في الجملة المعترضة من الباب الثاني قال: جملة والأنباء تنمي معترضة بين الفعل والفاعل على أن الباء زائدة في الفاعل.
ويحتمل أن يأتي وتنمي تنازعا فأعمل الثاني وأضمر الفاعل في الأول فلا اعتراض ولا زيادة.
ولكن المعنى على الأول أوجه إذ الأنباء من شأنها أن تنمي بهذا وبغيره. اه.
يريد أن يأتي وتنمي تنازعا قوله: بما والأول يطلبه للفاعلية والثاني يطلبه للمفعولية فأعمل الثاني على المختار وأضمر الفاعل في الأول وهو ضمير ما لاقت.
وقال الأعلم وابن الشجري في أماليه: الباء زائدة بمنزلتها في كفى بالله شهيدا. وحسن دخولها في ما أنها مبهمة مبنية كالحرف فأدخل عليها حرف الجر إشعارا بأنها اسم والتقدير: ألم يأتيك ما لاقت.
ويجوز أن تكون متصلة بيأتيك على إضمار الفاعل فيكون التقدير: ألم يأتيك النبأ بما لاقت.
ودل على النبأ قوله: والأنباء تنمي أي: تشيع وأصله من نمى الشيء ينمي إذا ارتفع وزاد.
اه.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»