خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ٢٩٨
فإن قلت: فلو كانت ألف دنيا للإلحاق لوجب فيها دنوا. وذلك أن اللام في نحو هذا إذا كانت واوا فإنها إنما تبدل ياء في فعلى التي ألفها للتأنيث.
وجاءت هذه للإلحاق فالجواب: أن هذا النحو لما غلب عليه مثال فعلى التي ألفها للتأنيث.
وجاءت هذه للإلحاق أجروها على المعتاد من القلب فيها. وأيضا فإن ألف الإلحاق قد تجري مجرى ألف التأنيث.
ألا تراها زائدة مثلها وذات معنى مثلها. نعم وإذا جعلت ما فيه ألف الإلحاق علما لم فإن قلت: فأجز أيضا أن يكون دنيا فعلل كسودد قيل: يمنع من هذا أن حرف الإلحاق من حيث ذكرنا أشبه بحرف التأنيث من لام الفعل فإذا كان إنما لتشبيه الملحق بحرف التأنيث على ضعف وضرب من التأويل لم يتجاوز ذلك إلى تشبيه الأصلي بحرف التأنيث لإفراط تباعدهما. فلو كانت دنيا على هذا فعللا لكانت دنوا.
ولو قال قائل: إن دنيا فيمن صرف فعيل بمنزلة عليب لكان له وجه من التصريف ولكنه يبقى عليه شيئان: أحدهما: قلة عيب فلا يقاس عليه. والآخر: أن دنيا تأنيث الأدنى. وهذا أشد شيء تباينا من حديث فعيل وفعلل وهو أيضا أحد ما يضعف كونها ألف إلحاق. فاعرف ذلك. انتهى.
والبيت من الرجز للعجاج: أوله:
* الحمد لله الذي استقلت * بإذنه السماء واطمأنت) * (بإذنه الأرض فما تعنت * وحى لها القرار فاستقرت *
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»