خزانة الأدب - البغدادي - ج ٨ - الصفحة ١١١
حيث وجهوا التعبير بجمع القلة بما ذكروه. ورد عليهم الكوراني بأن الجمع في الآية مضاف.
واعلم أيضا أن أبا حيان استشكل انصراف جمع القلة إلى الكثرة بما حاصله أنه وضع للقلة وهي من ثلاثة إلى عشرة فإذا دخل أداة الاستغراق ينبغي أن يكون الاستغراق فيما وضع له لا فيما زاد لأنه ليس مما وضع له. ثم أجاب بما حاصله أنه وضع بوضع آخر مع أداة الاستغراق للكثرة. انتهى.
وقال أيضا في حاشيته على التصريح للشيخ خالد: اعلم أن ما ذكره النحاة من أن جموع القلة للعشرة فما دونها لا ينافي تصريح أئمة الأصول بأنها من صيغ العموم لأن كلام النحاة كما قال إمام الحرمين محمول على حالة التجرد عن التعريف. انتهى.
وهذا الجواب فيه نظر فإن غالب ما وقع فيه النزاع معرف بأل.
وقد نقل جماعة اعتراض النابغة على حسان في هذا البيت منهم أبو عبد الله المرزباني في كتاب الموشح من عدة طرق قال: كتب إلي أحمد بن عبد العزيز أخبرنا عمر بن شبة قال:) حدثني أبو بكر العليمي قال: حدثنا عبد الملك ابن قريب قال: كان النابغة الذبياني تضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعوض عليه أشعارها.
قال: فأول من أنشده الأعشى: ميمون بن قيس أبو بصير ثم أنشده حسان بن ثابت الأنصاري:
* لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى * وأسيافنا يقطرن من نجدة دما * * ولدنا بني العنقاء وابن محرق * فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما *
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»