خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٤٠٨
ولم يرد بالهاء التأنيث المحض إنما أرادوا الواحد فكرهوا أن يقولوا: عندي جراد وهم يريدون الواحد من الجراد فلا يعرف جمع من واحد فجعلت الهاء دليلا على الواحد. فهذا قياس مطرد.
وهذا عجز وصدره: مؤللتان تعرف العتق فيهما) وقبله:
* وصادقتا سمع التوجس للسرى * لجرس خفي أو لصوت مندد * وهما من معلقة طرفة بن العبد المشهورة.
وصف ناقته بعدة أبيات إلى أن وصف أذنيها فقال: وصادقتا سمع إلخ يعني: أذنيها أي: لا تكذبها إذا سمعت شيئا. و التوجس: الخوف والحذر من شيء يسمع.
وقوله: للسرى أي: في السرى. و الجرس بفتح الجيم: الصوت الخفي. و المندد بفتح الدال وقوله: مؤللتان صفة صادقتا أي: محددتان كتحديد الألة بفتح الهمزة وتشديد اللام وهي الحربة. ويريد أن أذنيها كالحربة في الانتصاب. و العتق: الكرم والنجابة. أي: أنت تتبين الكرم فيهما إذا نظرت إليهما لتحديدهما وقلة وبرهما.
قال الخطيب التبريزي: العتق هنا في الأذنين: أن لا يكون في داخلهما وبر فهو أجود لسمعهما.
والسامعتان: الأذنان.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»