خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٣٤٦
وكذا قال ابن مالك: إذا كان مفسر الثلاثة وأخواتها مائة فيفرد نحو: ثلاثمائة. وكان القياس أن يجمع فيقال: ثلاث مئات أو مئين. إلا أن العرب لا تجمع المائة إذا أضيف إليها عدد إلا قليلا كقوله: ثلاث مئين للملوك.............. البيت وكلهم من سيبويه قال: يقال ثلاثمائة وكان حقه أن يقولوا: مئين أو مئات كما تقول: ثلاثة آلاف لأن ما بين الثلاثة إلى العشرة يكون جماعة نحو: ثلاثة رجال وعشرة رجال ولكنهم شبهوه بأحد عشر وثلاثة عشر. انتهى.
والنون من مئين منونة. قال شارح اللباب قالوا: قتل في معركة ثلاثة من ملوك العرب وكانت و الأهاتم بنقطتين من فوق: بنو الأهتم بن سنان بن سمي. وإنما سمي بذلك لأنه كسرت ثنيته يوم الكلاب. والهتم: كسر الثنايا من أصلها. انتهى.
وقال بعض فضلاء العجم في شرح أبيات المفصل: قول ثلاث مئين قيل: غرم ثلاث ديات فرهن بها رداءه. وكانت الدية مائة إبل والمعنى: ثلاثمائة إبل. وفي بها ردائي حين رهنته بها وجلت تلك المئون المرهون بها ردائي حين أديتها وجلت فعلتي هذه العار عن وجوه الأهاتم وهم قوم الأهتم وهو لقب سنان بن سمي لأنه هتمت ثنيته يوم الكلاب.
وفي البيت وصف لعظم شأنه لأنه لا يقدم على تحمل الديات والغرامات إلا السيد العظيم الشأن.
ووصف لنفاسة برده وغلاء ثمنه حيث رهنه بثلاثمائة من الإبل. وفيه تأكيد لعظم شأنه.) انتهى.
وقوله: ووصف لنفاسة برده إلخ ليس رهن البردة لأنها تقاوم ثمن الإبل المذكورة بل لأن الشريف إذا رهن شيئا ولو كان حقيرا فلا بد من فكاكه لئلا يلزمه العار ولو مات فكه بنوه أو أقاربه.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»