تلك آية أخرى دالة على ما دلت عليه الآية الأخرى. فأصل الآية العلامة فكأن الآية من كتاب الله علامة يفضى منها إلى غيره كأعلام الطريق المنصوبة للهداية. قال الشاعر البسيط: إذا مضى علم منها بدا علم ولما كانت الآية هي العلام الدالة على الشيء سموا شخص الشيء آيته وقالوا: تآييته على وزن فاعلته إذا تعمدت آيته. وكذلك آيات الله التي ضربها لعباده أمثالا: ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره وقال سبحانه: وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس. وقال عز وجل: لقد رأى من آيات ربه الكبرى. وقال تقدست أسماؤه: لنريك من آياتنا الكبرى في أمثال هذه الآيات. وكلها بمعنى الدلائل والعلامات الدالة على صنع اللطيف الخبير. ولا وجه لما قاله من جماعة الحروف. وإن قاله غيره فهو قول غير مقبول. انتهى ما ساقه أبو القاسم. وقد اختلف في أصلها على ستة أقوال: أحدها: أن أصلها أيية كقصبة فالقياس في إعلالها أياة فتصح العين وتعل اللام ولكن عكسوا شذوذا فأعلوا الياء الأولى لتحركها وانفتاح ما قبلها دون الثانية. وهذا قول الخليل.
(٤٦٨)