خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٤٣٣
ولا يخفى فساده إذ جعل المميز محذوفا مع أن مذكور. ولا يصح جعل جملة نالني اعتراضية إذ لا فاعل للفعل حينئذ. وقوله: على عدم أي: مع عدم متعلق بمحذوف على أنه حال من الياء. كذا قال ابن الحاجب في أماليه عن ابن برهان. وزعم العيني أنه متعلق بنالني.
وهو فاسد يدرك بالتأمل. وأفسد منه قول ابن المستوفي في شرح أبيات المفصل: قوله: على عدم حال من الياء وعامله نالني ويجوز أن يعمل فيه فضل المصدر على أنه مفعول به.
والعدم بفتحتين والعدم بضم فسكون كلاهما بمعنى الفقر والاحتياج. ومنهم متعلق بنالني.
وقال ابن المستوفي يجوز أن يكون موضع منهم النصب على الحال صفة لفضل مقدما عليه ويجوز أن يكون من قيه مبنيا للجنس ويعمل فيه نالني. وهذا خطأ فإن من البيانية مع مجرورها تتعلق بمحذوف على أنه حال. والفضل: الخير والإنعام وجملة أحتمل في محل نصب خبر كاد وهو بالحاء المهملة. قال شارح ديوان القطامي: أي: لم يكن لي حمولة أحتمل عليها. والحمولة بالفتح قال صاحب المصباح: هو البعير يحمل عليه وقد يستعمل في الفرس والبغل والحمار.) اه. فمعنى احتمل: أتخذ حمولة. وقال الأعلم: قوله: إذ لا أكاد إلخ أي: حين بلغ مني الجهد وسوء الحال إلى أن لا أقدر على الارتحال لطلب الرزق ضعفا وفقرا.
ويروى: أجتمل بالجيم أي: أجمع العظام لأخرج ودكها وأتعلل به والجميل: الودك. اه.
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»