خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٣
ثم ندم على ما فعل فوجه عنه رجلا وقال له: أنشده هذين البيتين: قل للفرزدق والسفاهة كاسمها ففطن الفرزدق لما أراد فرمى الصحيفة وقال الأبيات الثلاثة وخرج هاربا حتى أتي سعيد بن العاصي وعنده الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم فأخبرهم الخبر فأمر له كل واحد منهم بمائة دينار وراحلة وتوجه إلى البصرة. وقيل لمروان: أخطأت فيما فعلت كأنك عرضت عرضك لشاعر مضر فوجه وراءه رسوله ومعه مائة دينار وراحلة خوفا من هجائه. ولما هرب المتلمس إلى ملوك الشام هجى عمرو بن هند بقصيدة وحرض قوم طرفة على الطلب بدمه أولها:
* إن العراق وأهله كانوا الهوى * فإذا نأى بي ودهم فليبعد * إلى أن قال:
* إن الخيانة والمغالة والخنى * والغدر تتركه ببلدة مفسد * * ملك يلاعب أمه وقطينها * رخو المفاصل أيره كالمرود * * بالباب يرصد كل طالب حاجة * فإذا خلا فالمرء غير مسدد * فبلغ هذا الشعر عمرا فحلف إن وجده بالعراق ليقتله وأن لا يطعمه حب العراق فقال المتلمس من قصيدة:
* آليت حب العراق الدهر أطعمه * والحب يأكله في القرية السوس *
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»