ورأيت هذه الحكاية في آخر ديوان أبي نواس في الباب الخامس عشر أوردها حمزة بن الحسن الأصفهاني فيما دونه من شعر أبي نواس. وأما الثاني فهو:
* شتان هذا والعناق والنوم * والمشرب البارد في ظل الدوم *) وهو للقيط بن زرارة بن عدس بن تميم ويكنى أبا دختنوس وهي بنته وأبا نهشل أيضا وأخوه حاجب بن زرارة صاحب القوس التي يقال لها: قوس حاجب. أنشده المبرد في المقتضب وأنشده: والمشرب الدائم في الظل الدوم جعل المبرد المصدر في هذا الموضع موضع الوصف أي: الدائم. وأنشد غيره: في ظل الدوم على الإضافة. والدوم: شجر المقل. وهذه رواية أبي عبيدة. قال الأصمعي: قد أحال ابن الحائك لأنه ليس بنجد دوم وإنما الرواية: في الظل الدوم أي: الدائم. قال الخوارزمي:
من أنكر على من روى ظل الدوم قال: أي الظل يكون للدوم وهو شجر المقل. ولا يخفى أن المنكر هو الأصمعي وإنما أنكره لأن الدوم ليس مما ينبت في بلاد الشاعر لا لما ذكره وأما شجر المقل فله ظل قطعا. وقوله: شتان هذا اسم الإشارة راجع إلى الأمر الذي استصعبه الشاعر من الحال. والعناق: المعانقة. والمعنى افترق هذا أي: ما أنا فيه من التعب والمعانقة والنوم والراحة والماء العذب في ظل هذا الشجر أو في الظل الدائم.