لأن من غفل عن شيء تركه ولم يسأل عنه. وكذلك هنا أي: لا تسأل عن الأكف إذا كانت الجماجم ضاحية مقطعة. كذا في الروض الأنف للسهيلي. قال أبو علي في إيضاح الشعر: قال سيبويه: أما بله زيد فبله هنا بمنزلة المصدر كما تقول: ضرب زيد. فمن قال بله زيد جعله مصدرا. ولا يجوز أن تضيف ويكون مع الإضافة اسم الفعل لأن هذه الأسماء التي يسمى بها الأفعال لا تضاف. ألا ترى أنه قال: جعلوها بمنزلة النجاءك أي: لم يضيفوها إلى المفعول به كما أضافوا أسماء الفاعلين والمصدر إليه. فهي في قوله على ضربين: مرة تجرى مجرى الأسماء التي تسمى بها الأفعال ومرة تكون مصدرا. قال أبو زيد: إن فلانا لا يطيق أن يحمل الفهر من بله أن يأتي بالصخرة يقول: لا يطيق أن يحمل الفهر فمن بله أن يأتي بالصخرة فكيف يطيق أن يحمل الصخرة. قال: وبعض العرب يقول: من بهل أن يحمل الصخرة فقلب. وأنشد: فما حكاه أبو زيد من دخول من عليه والإضافة والقلب يدل على أنه مصدر وليس باسم فعل لأن أسماء الفعل لا تضاف ولا يدخل عليها عوامل الأسماء. ألا ترى أن أبا الحسن يقول: إن دونك ليس ينتصب على انتصابه قبل. ويقوي كونه مصدرا أن أبا عمر و الشيباني حكى: ما بلهك لا تفعل كذا أي: ما لك. ومن الناس من ينشده: بله الأكف بالنصب. فهذا على هذا الإنشاد اسم فعل كأنه قال دع الأكف فجعلها اسما لدع. والدلالة على جواز كونها اسما للفعل كما أجاز سيبويه قول الشاعر:
(٢٠٢)