خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٧١
* والمؤمن العائذات الطير يمسحها * ركبان مكة بين الغيل والسند * على أن العائذات كان في الأصل نعتا لطير فلما تقدم وكان صالحا لمباشرة العامل أعرب بمقتضى العامل وصار المنعوت بدلا منه فالطير بدل من العائذات وهو منصوب إن كان العائذات منصوبا بالكسرة على أنه مفعول به للمؤمن ومجرور إن كان العائذات مجرورا بإضافة المؤمن إليه.
والأصل على الأول: والمؤمن الطير العائذات بنصب الأول بالفتحة والثاني بالكسرة.
وعلى الثاني: والمؤمن الطير العائذات بجرهما بالكسر فلما قدم النعت أعرب بحسب العامل وصر المنعوت بدلا منه.
هذا محصل كلام الشارح المحقق وهو في هذا تابع لأبي علي في الإيضاح الشعري وهذه عبارته: من كانت الكسرة عنده جرة على هذا الحسن الوجه جر الطير لأن العائذات مجرورة.
ومن كانت الكسرة عنده في موضع نصب على قولك: الضارب الرجل نصب الطير والطير في هذا الموضع بدل أو عطف وإنما كان حده.
والمؤمن الطير العائذات أو الطير العائذات فقدم العائذات وأخر الطير. والمؤمن هو الله سبحانه وهو اسم فاعل من آمن كما قال: الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف أي: آمنهم من الخوف لكونهم في الحرم وحلولهم فيه. انتهى.
ولم يرض الزمخشري هذا في المفصل في باب الإضافة أن العائذات كان في الأصل الطير العائذات فحذف الموصوف وجعل العائذات اسما لا صفة فلما جعلت اسما احتاجت إلى تبيين ولا يخفى أن هذا تكلف ولهذا أعرض عنه الشارح.)
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»