على غير هذا الوجه الذي نقلناه عن الأغاني تركناه لطوله ومن أراد الاطلاع عليه فلينظره في باب أيام العرب) من العقد الفريد. والله أعلم.
وأنشد بعده الشاهد الثاني عشر بعد الأربعمائة وهو من شواهد سيبويه: البسيط تعلمن ها لعمر الله ذا قسما هذا صدر وعجزه: فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك على أن الفصل بين ها وبين ذا بغير إن وأخواته كالقسم قليل كما هنا.
قال سيبويه في باب ما يكون ما قبل المحلوف به عوضا من اللفظ بالواو: قولك إي ها الله ذا يثبت ألفها لأن الذي بعدها مدغم.
ومن العرب من يقول إي ها الله ذا فيحذف الألف التي بعد الهاء ولا يكون في المقسم ها هنا إلا الجر لأن قولهم ها صار عوضا من اللفظ بالواو فحذفت تخفيفا على اللسان.
وأما قولهم ذا فزعم الخليل أنه المحلوف عليه كأنه قال: إي والله للأمر هذا فحذف الأمر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقدم ها كما قدم قوم ها هو ذا وها أنا ذا. وهذا قول الخليل.