خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٤٢٨
قالت: ورأيت رجلا ليس يبرح وسطهم إذا نادوه رفعوا له أصواتهم. قال: ذلك عباس الأصم.
قالت: ورأيت رجلا طويلا يكنونه أبا حبيب ورأيتهم أشد شيء له توقيرا قال: ذاك نبيشة بن حبيب.
قالت: ورأيت شابا جميلا له وفرة حنسة. قال: ذلك العباس بن مرداس.
قالت: ورأيت شيخا له ضفيرتان فسمعته يقول لمعاوية: بأبي أنت أطلت الوقوف. قال: ذلك قال: فنادى هاشم في قومه وخرج وزعم أن المري لم يخرج إليهم إلا في عدتهم من بني مرة.
قال: فلم يشعر السلميون حتى طلعوا عليهم فثاروا إليهم فلقوهم فقال لهم خفاف: لا تنازلوهم رجلا رجلا فإن خيلهم تثبت للطراد وتحمل ثقل السلاح وخيلكم قد أنهكها الغزو وأصابها الحفاء.
قال: فاقتتلوا ساعة فانفرد هاشم ودريد ابنا حرملة لمعاوية فاستطرد له أحدهما فشد معاوية عليه وشغله واغتره الآخر فطعنه فقتله. واختلفوا أيهما استطرد له وأيهما قتله وكانت بالذي استطرد له طعنة طعنه إياها معاوية ويقال: هو هاشم وقال آخرون: بل دريد أخو هاشم.
قال: وشد خفاف بن ندبة على مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة فقتله.
ولما دخل الشهر الحرام من السنة المقبلة خرج صخر أخو معاوية حتى أتى بني مرة فوقف على ابني حرملة فإذا أحدهما به طعنة في عضده زعم خفاف في شعره أنه هاشم.
فقال صخر: أيكما قتل أخي معاوية فسكتا فلم يحيرا إليه شيئا. ثم قال الصحيح للجريح: ما لك لا تجيبه فقال: وقفت له فطعنني هذه الطعنة في عضدي
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»