قال سيبويه قبل أن ينشد هذا البيت: ومما يقبح أن يشرك المظهر علامة المضمر المجرور وذلك قولك: مررت بك وزيد وهذا أبوك وعمرو فكرهوا أن يشرك المظهر مضمرا داخلا فيما قبله لأن هذه العلامة الداخلة فيما قبلها جمعت أنها لا يتكلم بها إلا معتمدة على ما قبلها وأنها بدل من اللفظ بالتنوين فصارت عندهم بمنزلة التنوين فلما ضعفت عندهم كرهوا أن يتبعوها الاسم ولم يجز أن يتبعوها إياه. إلى أن قال: وقد يجوز في الشعر. وأنشد هذا البيت وبيتا آخر.
انتهى.
وأوضح منه قول ابن السراج في الأصول: وأما المخفوض فلا يجوز أن يعطف عليه الظاهر لا يجوز أن تقول: مررت بك وزيد لأن المجرور ليس له اسم منفصل فيتقدم ويتأخر كما للمنصوب وكل اسم معطوف عليه فهو يجوز أن يؤخر ويقدم الآخر عليه فلما خالف المجرور سائر الأسماء لم يجز أن يعطف عليه. وقد حكى أنه جاء في الشعر: فاذهب فما بك والأيام من عجب انتهى ووافق الكوفيين يونس والأخفش وقطرب والشلويين وابن مالك.) وهذه المسألة أوردها ابن الأنباري في مسائل الخلاف بأدلة الفريقين قال: الحتج الكوفيون على جوازها بمجيئها في التنزيل قال تعالى: واتقوا الله الذين تساءلون به والأرحام بالخفض وهي قراءة حمزة وغيره. وقال تعالى: ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم فما عطف على ضمير فيهن.