خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٨
وقال ابن الأنباري في شرح المفضليات: الآستثناء منقطع ولو رفع في غير هذا الموضع لجاز بجعله خبرا للا.
أقول: يجب حينئذ أن يقال ولا أمرا للمعصي بالتنوين إلا هذا مذهب البغداديين.
وهذا البيت من أبيات للكلحية العريني وقد شرحناها وذكرنا موردها مفصلا وترجمناه في) وأنشد بعده وهو الشاهد الثالث والثلاثون بعد المائتين * رأيت الناس ما حاشا قريشا * فإنا نحن أفضلهم فعالا * على أن الأخفش روى حاشا موصولة بما المصدرية.
قال ابن عقيل في شرح التسهيل: وسيبويه منع من دخول ما على حاشا قال: لو قلت أتوني ما حاشا زيدا لم يكن كلاما. وأجازه بعضهم على قلة.. وأخطأ العيني حيث زعم أن ما هنا نافية فإن مراد الشاعر تفضيل قومه على ما عدا قريشا لا تفضيل قومه على قريش أيضا.
وقياسه على قول النبي صلى الله عليه وسلم: أسامة أحب الناس إلي ما حاشا فاطمة. في أن ما نافية كما قال صاحب المغني يرده أنه صرح أن ما في البيت مصدرية فإنه قال: وتوهم ابن مالك أن ما في الحديث ما المصدرية وحاشا الاستثنائية فاستدل به على أنه قد يقال قام القوم ما حاشا زيدا كما قال
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»