* والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا * * فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر بذاك وقر منه عيونا * * ودعوتني وزعمت أنك ناصح * ولقد صدقت وكنت ثم أمينا * * لولا الملامة أو حذار مسبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا * قال السيوطي في شرح شواهد المغني: أخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس: أن قريشا أتت أبا طالب فكلمته في النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إليه فقال له: يا ابن أخي إن قومك قد جاؤوني فقالوا كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه وأنه خاذله فقال: يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فلما ولى قال له حين رأى ما بلغ من الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي امض على أمرك وافعل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا. وقال أبو طالب في ذلك هذه الأبيات انتهى.
وقد أنشد الزمخشري هذه الأبيات عند قوله تعالى وهم ينهون عنه وينأون عنه من سورة الأنعام بناء على القول بأنها نزلت في أبي طالب.