خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
كجزء وهذا لا يتأتى إلا في المفردات.
وقد نازعه الدماميني في هذا التعليل.
وأنشد سيبويه هذا البيت على أن حتى فيه حرف جر وأن مجرورها غاية لما قبله كأنه قال: ألقى الصحيفة والزاد وما معه من المتاع حتى انتهى الإلقاء إلى النعل. وعليه فجملة ألقاها للتأكيد والضمير يجوز فيه أيضا أن يعود على النعل وعلى الصحيفة. فقوله: حتى نعله ألقاها روي على ثلاثة أوجه.
* ومضى يظن بريد عمرو خلفه * خوفا وفارق أرضه وقلاها *) وهما في قصة المتلمس حين فر من عمرو بن هند. حكى ذلك الأخفش عن عيسى بن عمر فيما ذكره الفارسي.
وكان المتلمس قد هجا عمرو بن هند وهجاه أيضا طرفة فكتب لهما إلى عامله بالبحرين كتابين أوهمهما أنه أمر لهما بجوائز وهو قد أمره فيهما بقتلهما فلما وصلا إلى الحيرة دفع المتلمس كتابه إلى غلام ليقرأه فإذا فيه: أما بعد فإذا أتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حيا فرمى المتلمس كتابه في نهر الحيرة وهرب إلى الشام وقد ذكرنا خبرهما في الشاهد الذي قبل هذا بأربعة شواهد فصارت صحيفة المتلمس مثلا فيما ظاهره خير وباطنه شر.
والصحيفة: الكتاب. وقوله: ألقى الصحيفة أي: رماها بنهر الحيرة كما أخبر المتلمس عن نفسه بقوله:
* قذفت بها في النهر من جنب كافر * كذلك أقنو كل قط مضلل *
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»