خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٠
* لعمرك ما جرت عليهم رماحهم * دم ابن نهيك أو قتيل المثلم * * ولا شاركوا في القوم في دم نوفل * ولا وهب منهم ولا ابن المحزم * يقول: هؤلاء الذين يعطون دية القتلى لم تجر عليهم رماحهم دماء المذكورين. و ابن نهيك بفنح النون وكسر الهاء. ونوفل ووهب بفتح الواو والهاء وابن المحزم بالحاء المهملة وتشديد الزاي المعجمة المفتوحة كلهم من عبس. و جرت: جنت. والمعنى: أن رماحهم لم تقتل أحدا من هؤلاء الذين يدونهم وإنما يعطون الديات تبرعا ولم يشاركوا قاتليهم في سفك دمائهم. وروي: ولا شاركت في الحرب. والضمير للرماح قصد بهذا أن يبين براءة ذمتهم عن سفك دمهم ليكون ذلك أبلغ في مدحهم لعقلهم القتلى.
فكلا أراهم أصبحوا يعقلونه أي: فكل واحد من هؤلاء المقتولين المذكورين في البيت الذي قبله.) * لحي حلال يعصم الناس أمرهم * إذا طلعت إحدى الليالي بمعظم * قوله: لحي هو حال من قوله صحيحات مال أو أنه بدل من قوله لقوم أو خبر لمبتدأ محذوف أي: هي لحي حلال أي: المال الصحيحات لحي. وأراد بهذا الحي حي الساعيين بالصلح بين عبس وذبيان.
قال الأعلم: الحلال: جمع حلة بالكسر وهي مائة بيت. يقول: ليسوا بحلة واحدة ولكنهم حلال كثيرة. وقوله: يعصم الناس أمرهم أي: يلجؤون إلى هذا الحي ويتمسكون به فيعصمهم مما نابهم. وأصل الحلة الموضع الذي ينزل به فاستعير لجماعة الناس.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»