خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٩٨
أعاد الضمير من بينهم إلى حسان باعتبار حيه وقبيلته أسعى بينهم أي: أتردد إليهم وألتبط: أعدو يقال التبط البعير: إذا عدا وضرب بقوائمه الأرض وتلبط: اضطجع وتمرغ. وروى بدله: وأختبط أي: أسأل معروفهم من غير وسيلة وهذا يدل على كمال شحهم حيث كان ضيفا عندهم لم يشبعوه مع أنه يعرض لمعروفهم.
حتى إذا كان الظلام يختلط غاية لقوله أسعى وألتبط. وكاد: قرب. وروى: حتى إذا جن الظلام واختلط يريد ستر الظلام كل شيء. وصفهم بالشح وعدم إكرامهم الضيف وبالغ في أنهم لم يأتوا بما أتوا به إلا بعد سعي ومضي جانب من الليل ثم لم يأتوا إلا بلبن أكثره ماء.
وهذا الرجز لم ينسبه أحد من الرواة إلى قائله. وقيل: قائله العجاج والله أعلم.
وأنشد بعده وهو وهو من شواهد سيبويه:
* فقالت: حنان ما أتى بك ههنا * أذو نسب أم أنت بالحي عارف * على أن لبيك ودواليك ونحوهما مصادر لم تستعمل إلا للتكرير بخلاف حنانيك فإنه يستعمل حنان: يريد أن حنانيك لا يلزم أن يكون للتكرير بل قد يكون له وقد لا يكون بل قد استعمل مفردا كما في هذا البيت. ويزاد عليه
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»