من بني فزارة يقال له: علي وخطبها ابن دارة.
فبلغ ذلك مرة فأراد أن يراجعها فأبت عليه واختارت عليا. فركب مرة بن واقع إلى معاوية وقيل إلى عثمان فقال: إن الأعراب أهل جفاء وإني قد قلت كلمة بيني وبين امرأتي لم أرد ما) تبلغ فتزوجت رجلا وإنما أتيتك مبادرا قبل أن يبني بها فامنع لي امرأتي. فقال معاوية: لقد ذكرت أمرا صغيرا في أمر عظيم لا سبيل لك عليها.
ففرق بينهما معاوية وهو يومئذ على الشام عاملا لعثمان فقال سالم في ذلك قبل أن يقدم مرة عند معاوية والقوم ينتظرونه:
* يا ليت مرة يأتيها فيجعلها * خير البناء ويجزي منهما الجازي * فجاء مرة وقد ابتنى بها علي: فغضب على سالم وجعل يشتمه حتى قال: أيها العبد من محولة ما أنت وذكر نسائنا ومحولة بنو عبد الله بن غطفان وكان يقال لهم بنو عبد العزى فوفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أنتم فقالوا: نحن بنو عبد العزى فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنتم بنو عبد الله فسمتهم العرب محولة فقال سالم بن دارة: مهلا يا مرة فإني لم أفعل تأبيدا كأنه أراد لم آت بآبدة وما بي بأس ولا ذنب لي وإنما مزحت. فأبى مرة إلا شتمه. فقال سالم: وقد غضب: أوقع يا علي المنادى المحذوف كأنه قال: يا مرة أنت. وقد ادعى قوم أن أنت يجوز نداؤها. ولا ينبغي أن يعدل عن الوجه الأول... ثم ذكر الأبيات السابقة وقال: ثم تواعدا أن يلتقيا وعظم في صدور بني فزارة قول سالم فأغمضوا على ذلك. ثم تواقف ابن واقع وسالم على رهان وفيهم يومئذ ابن بيشة. أحد بني عبد مناف بن عقيل فقال سالم لجميع بني فزارة: إني أحمد الله كعهدكم وبعدكم واستعهدكم من مرة. فقال مرة: والله لا أزال أهجوك ما بل ريقي لساني.