ضمير إليها راجع إلى النار المفهوم من تنورتها وجملة والنجوم إلخ حال من الفاعل وجملة تشب حال من ضمير النار قال ابن رشيق في العمدة ومن أبيات المبالغة قول امرئ القيس يصف نارا وإن كان فيه إغراق نظرت إليها والنجوم البيت يقول نظرت إلى نار هذه المرأة تشب لقفال والنجوم كأنها مصابيح رهبان وقد قال تنورتها من أذرعات البيت وبين المكانين بعد أيام وإنما يرجع القفال من الغزو والغارات وجه الصباح فإذا رآها من مسيرة أيام وجه الصباح وقد خمد سناها وكل موقدها فكيف كانت أول الليل وشبه النجوم بمصابيح الرهبان لأنها في السحر يضعف نورها كما يضعف نور المصابيح الموقدة ليلها أجمع لا سيما مصابيح الرهبان لأنهم يكلون من سهر الليل فربما نعسوا في ذلك الوقت وقال بعضهم ومن التشبيه الصادق هذا البيت فإنه شبه النجوم بمصابيح رهبان لفرط ضيائها وتعهد الرهبان لمصابيحهم وقيامهم عليها لتزهر إلى الصبح فكذلك النجوم زاهرة طول الليل وتتضاءل إلى الصبح كتضاؤل المصابيح له وقال تشب لقفال لأن أحياء العرب بالبادية إذا قفلت إلى مواضعها التي تأوي إليها من مصيف إلى مشتى إلى مربع أوقدت لها نيران على قدر كثرة منازلها وقلتها ليهتدوا بها فشبه النجوم ومواقعها من السماء بتفرق تلك النيران واجتماعها من مكان بعد مكان على حسب منازل القفال بالنيران الموقدة لهم وقد طال الكلام هنا ولم يمكننا أن نترجم امرا القيس ونترجمه إن شاء الله في الشاهد الثاني من شواهد شعره * * *
(٨٤)